Coptic Orthodox Diocese of the Southern United States

لماذا التجسد؟ 
v     إن ميلاد السيد المسيح صار نقطة تحول في تاريخ البشرية يجعلنا نؤرخ الأحداث الزمنية إلى قبل الميلاد وبعد الميلاد. 
v     إن ميلاد السيد المسيح هو ميلادنا جميعا ففي الميلاد كان التجسد، وفي التجسد كان الفداء، وبالفداء نلنا التبني وصرنا وارثين الملكوت. 
حتمية التجسد الإلهي وأهميته لخلاص الإنسان: 
معنى التجسد... أن الله أخذ جسداً وصار إنساناً وهذا التجسد من العذراء مريم عندما حل في بطنها بالروح القدس "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل (أشعيا 7:14) 
ولماذا التجسد؟ 
لعل أهم سبب للتجسد هو حل قضية الفداء وإرجاع الإنسان إلى رتبته الأولى التي سقط منها بالخطية فقد خلق الله آدم ووضعه في الجنة وأوصاه ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر وحذره أنه يوم يأكل منها موتاً يموت (2:17) 
ومن خلال اتحاد اللاهوت بالناسوت تكتمل مواصفات الفادي المطلوب وهو: 
v     بلاهوته... غير المحدود يوفي عقاب خطايانا غير المحدودة وبلا خطية يفدي الخطاة ببره
v     وبناسوته... يمثل الإنسان لأن الإنسان هو الذي أخطأ ويمكن أن يموت ليوفي أجرة الخطية وهي الموت. 
"وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي 2: 16) 
بركات التجسد: 
1-     التبني: "أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدي اللذين تحت الناموس لننال التبني" (غل 4:5) 
2-     صرنا شركاء الطبيعة الإلهية: كما تقول تسابيح الكنيسة "أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له" وهكذا صار لنا شركة معه وصرنا شركاء الروح القدس (عب 6:4) 
3-     بارك طبيعتنا فيه: وأصبح إنساننا الجديد متجدد حسب صورة خالقه (كو 3:9) وأعطى طبيعتنا روح القوة والغلبة "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 1:8) 
4-     صار الله قريباً للإنسان: "الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1) 
5-     حل السلام على الأرض: ظهر مع الملاك جبرائيل جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2:13، 14) 
جاء الشيطان بمكره وأغوى حواء بالأكل من ثمار الشجرة المنهي عنها وأعطت حواء رجلها آدم فأخذ وأكل وعصى الله وكسر وصاياه. 
وهنا يجب أن يموت الإنسان حتى يوفى العدل الإلهي حقه وإلا لا يكون الله عادلاً ولا يكون صادقاً في إنذاره السابق لآدم. إذن لابد أن يموت الإنسان ويهلك. 
لكن موت الإنسان تقابله عقبات كثيرة منها: 
1-     موت الإنسان ضد رحمة الله: 
وخصوصاً أن الإنسان سقط بغواية الحية 
2-     موت الإنسان ضد كرامة الله: 
لأن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وجعله متسلطاً  على كل مخلوقاته فكيف تتمزق صورة الله بهذه السهولة؟ 
3-     موت الإنسان ضد حكمة الله: 
لقد خلق الله الإنسان بحكمة لكي يتمتع ببركات الله وبنوته له فكيف يحرمه الشيطان بمكره من التمتع بهذه البركات وهذه البنوة والمحبة الإلهية. ويقول القديس اثناسيوس الرسولي : "كان خيراً للإنسان لو لم يخلق من أن يخلق ليلقى هذا المصير". 
4-     موت الإنسان ضد قوة الله: 
كأن الله خلق خليقة ولم يستطع أن يحميها من شر الشيطان. وهنا يظهر الشيطان كأنه أقوى من الله وقد انتصر عليه.
في التجسد كان الفداء: 
لقد أخطأ الإنسان ضد الله والله غير محدود لذلك صارت خطيته غير محدودة والخطية غير المحدودة عقوبتها غير محدودة لا تمحوها توبة الإنسان المحدود الذي فسدت طبيعته بالخطية وإذا قدمت عنها كفارة يجب أن تكون كفارة غير محدودة. ولا يوجد غير محدود غير الله لذلك كان ينبغي أن يقوم الله بنفسه بعمل الكفارة والفداء لينقذ الإنسان من الموت الأبدي. 
شروط الفادي: 
ويشترط العدل الإلهي في الفادي الذي يفدي الإنسان بأن يكون: 
1-     طاهر قدوس بلا خطية – يعجز الإنسان عن الخلاص بنفسه لأن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحداً. 
2-     غير محدود – ليكون أقوى من إبليس المتسلط على البشر كذلك يكون غير محدود لتكون قدرته كافية لأداء ما على البشر من ديون ولكي يوفي العقوبة غير المحدودة للخطية غير المحدودة ولا يوجد غير محدود إلا الله. 
3-     إنسان – لأن الحكم صدر ضد الإنسان. فلا يصلح الحيوان الأعجم. ولا الملاك لأن الملاك روح وليس له دم يسفك. 
4-     يموت بإرادته بدلا عن الإنسان – فكيف يقدم الله شخصاً يموت بغير إرادته وإلا يكون الله ظالماً وحاشا لله أن يكون ظالماً. 
وبذلك تتضح " حتمية التجسد الإلهي"
 يستحيل أن يفدي الإنسان سوى الإله المتجسد لأنه: بناسوته.. يمثل الإنسان.. وقابل للموت، وبلاهوته.. غير محدود.. وبلا خطية.