- Arabic Corner
- Audio
- Bible Study
- Coptic Reader
- Children's Corner
- Deacons
- Evangelism & Apologetics
- Evangelism Pamphlets
- Interesting Facts
- Literature
- Pigori Productions
- Priests Corner
- Questions & Answers
- Reading Recommended
- Saintly Studies
- Servants Guide
- Sunday School Curriculum
- Sunday School Curriculum-Special Needs
- Youth Corner
عودة إلى الكنيسة الأولى
في
بداية صوم الكنيسة أو صوم الرسل: هل لنا أن نترجى حياة الكنيسة الأولى؟! بعد أن
لبسنا قوة من الأعالي تماماً كما نالها آبائنا الرسل، قوة الروح القدس النارى
الذى شكلهم و صاغهم من جديد فى صورة جديدة؟!
هل نأمل يا أحبائي
فى حياة شركة مقدسة عميقة و قوية مثل التى صارت فى الكنيسة الأولى، فترك كل واحد
ماله و أعطاه للجماعة، فكان لكل واحد منهم كما يكون احتياجه "إذ لم يكن فيهم أحد
محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها و يأتون بأثمان
المبيعات و يضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له احتياج."
(أع 4:34–39).
هل لنا أن نتطلع يا
أبناء الله أن يكون لنا قلب واحد و نفس واحدة كما كان لأولئك الذين آمنوا؟! "و
كان لجمهور
الذين آمنوا قلب واحد و نفس واحدة" (أع 4:22).
هل لنا أن ننتظر من
كل واحد فيكم شهادة أمينة قوية بقيامة الرب يسوع و نعمة الله التى حلت عليكم و
انسكبت فى قلوبكم؟! .. و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب و نعمة
عظيمة كانت على جميعهم (أع 4:33).
هل صارت فينا روح
غيرة و خوف بعضنا على بعض؟! حتى نقول مع بولس الرسول "من يضعف و أنا لا أضعف من
يعثر و أنا لا ألتهب" (2 كو 11:29)
لعلها تكون فرصة
أكبر أن ننتبه لسر هذا الصوم – فهذا الصوم يعتبر يا أحبائى هو قاعدة الحياة مع
الله و بداية طريق الرب على أساس إيمانى واعى بعمل الرب و مؤازرة بقوة الروح
القدس الذي انسكب على الكنيسة فى يوم الخمسين فنلنا كل بركات عمل المسيح: بركة
التجسد و الفداء و القيامة و نلنا أيضاً موعد الآب "و فيما هو مجتمع معهم أوصاهم
أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذى سمعتموه منى" (أع 1:4)
..."يقول الله و
يكون في
الأيام الأخيرة إني أسكب من روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم و يرى شبابكم
رؤى و يحلم شيوخكم أحلاماً" (أع 2:17).
إخوتى .. سيظل عمل
المسيح و قوة الروح القدس معطلة فينا إلى أن ندرك ما هى الكنيسة و يتحقق فينا
حياة شركة حقيقية .. فغاية المسيح له المجد من كل تجسده و خلاصه هى أن نكون
جميعاً واحداً معه و مع الآب "ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فى و
أنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتنى" (يو 17:21)
رغبة المسيح هذه لم
تتحقق إلا بعد حلول الروح القدس على الأفراد فى يوم الخمسين لجعل منهم جماعة لها
قلب واحد و فكر واحد و نفس واحدة و حب عميق كل منهم نحو الآخر لأن هذا صميم عمل
الروح القدس أنه يجمع الواحد إلى الآخر و يربط الفرد بالجماعة حتى لا يبقى دين و
لا خلاص لإنسان خارج الكنيسة المجتمعة بروح واحد و قلب واحد. الأفراد فيها أعضاء
الجسد و المسيح هو رأس الجسد كله و الروح القدس هو القوة الإلهية التى تؤلف
القلوب معاً فى عمل سرى رائع حتى يشعر كل إنسان أنه مدفوع بحركة عجيبة نحو الآخر
بحب عميق لا يفهمه العقل و لكن يدركه أبناء الله الذين صار فيهم روح الله لذلك
تصلى الكنيسة مع كل صباح .. ما هو الحسن و ما هو الحلو إلا اتفاق اخوة ساكنين
معاً متفقين [(إفرسيمفونين) أى متناغمين معاً] بمحبة حقيقية إنجيلية كمثل الرسل
مثل الطيب على رأس المسيح النازل إلى اللحية إلى أسفل الرجلين يمسح كل يوم الشيوخ
و الصبيان و الفتيان و الخدام. هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة
مسبحين الله كل حين بمزامير و تسابيح و ترانيم روحية النهار و الليل بقلب لا يسكت
(ذوأكصولوجية باكر الآدام)
لم تكن تلك الجماعة
المتآلفة هى تجمع عاطفى أو توافق فكرى أو ثورة اجتماعية فقد أحاطها الألم و الموت
و الاستشهاد حتى لا تعطى فرصة للاندفاع العاطفى، و ليست توافق فكرى لأنه لم يكن
لها فلسفة أو مبادئ و لكنها كانت تقوم على شخص المسيح المضطهد و المصلوب و القائم
من الأموات عثرة للفكر و جهالة للحكمة البشرية، و ليست ثورة اجتماعية لأنها كانت
دعوة للفقر الاختيارى و سعى وراء الحبيب فى جوع و عوز و الاكتفاء بأقل احتياجات
الجسد.
لذلك فهذه الجماعة
كانت هى عمل الروح القدس الذى ربط بين القلوب برباط المحبة الكامل. و كان الرب
يضم كل يوم إلى تلك الجماعة الذين يخلصون و ينالون قوة الروح فكانت كلمة الله
تزداد و الجماعة تنمو و تتعمق المحبة أكثر و أكثر.
هذه ليست صورة
الكنيسة فى جيل الرسل، هيأت لها ظروف معينة
، و ساعدت
على قيامها عوامل خاصة، و لكنها كيان الكنيسة فى كل جيل و تحت كل الظروف فالكنيسة
ليست ممارسات لأشخاص منفردين و لكنها عمل جماعى (ليتورجى) فالأسرار فى الكنيسة لا
تكتمل بوجود الكاهن وحده أو الشعب وحده و لكنها تتم فى وجود الجماعة
، و الله لا
يرتاح إلا فى وسط الجماعة ة الشعب المجتمع بروح واحدة و قلب واحد.
لذلك يا أحبائى و
نحن فى صوم الكنيسة لنطلب من الله بالحاح و لجاجة و نكرس هذا الصوم من أجل أن
تصير فينا حياة شركة حقيقية ندرك فيها بعضنا بعض ليس كأشخاص لكل اسمه و لكل عمله
و لكل ظروفه الخاصة و لكن ندرك بعضنا كأعضاء جسد واحد لا يمكن لأحد فينا أن
يستغنى عن الآخر أو يكتفى بذاته مهما كانت إمكاناته الشخصية أو قامته الروحية أو
عمقه فى العلاقة مع الرب أو وضعه الكنسى .. مع كل مرة يطلب فيها الكاهن فى القداس
الإلهى و الصلوات قائلا".. و شركة و موهبة الروح القدس تكون معكم" لنقل يا إخوة
بقلب واحد آمين و مع روحك أيضاً. حتى نكون جسداً واحداً و روحاً واحداً و نجد
نصيباً و ميراثاً مع جميع القديسين حتى يحقق فينا روح الله حياة الشركة هذه....
آه لو علمتم ألم
الرب من أجل روح الفرقة التى بيننا و روح الوحدة و الانفراد و العزلة التى صارت
كياننا حتى لو كان لكل جهاده. و خصوصاً حينما نتقدم لنأكل جسده الذى هو الخبز
الذى يغذى فينا عضويتنا فى الجسد الواحد من أجل حياة الشركة معاً فى جسده.
إن التناول من
الأسرار المقدسة بروح الانفراد كل منحصر فى خلاص نفسه و كل هدفه التناول من
الافخارستيا لغفران خطاياه و إراحة ضميره .. إن التناول بهذه الروح لن يقدمنا إلى
المسيح و لن تسقط عنا خطايانا و لكن لننتبه يا إخوتى إلى صلوات القداس نفسه
خصوصاً بعد صلاة التحول.
"اجعلنا يا سيدنا
كلنا مستحقين أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا و أجسادنا و أرواحنا لكي نكون
جسداً واحداً و روحاً واحداً و نجد نصيباً و ميراثاً مع جميع القديسين الذين
أرضوك منذ البدء.
هنا يتضح غاية
الوضوح أن التناول هو من أجل الصيرورة جسداً واحداً و روحاً واحداً بطهارتنا
كأعضاء جسد واحد و ليس كأفراد منفصلين عن بعض.
إن العالم يا أحبائى
فى انتظار كنيسة شاهدة لقيامة المسيح و إرسالية الآب له (ليؤمن العالم أنك
أرسلتنى) كنيسة تتآلف أعضائها بالحب يعرف كل واحد فيها الآخر كعضو في جسد المسيح.
كنيسة راعية تمتص كل فردية و انقسام لتقوم بعملها إزاء العالم كله.
يا يسوع المسيح
الواحد وحده الحقيقي هبنا أن نكون واحداً و لا ننقسم إلى اثنين فلا يكون لأى منا
نصيب فيك لأنك لا تعرف الانقسام..
و امنحنا روح الشركة
لنتقدم بشهادة روح و اختيار كنيسة تكرز بعملك و بخلاصك فتجذب إليك نفوس كثيرة ..
و فى صومنا من أجل الكنيسة أعطنا ألفة الرسل بالمحبة الإنجيلية حتى نصير جسداً
واحداً و روحاً واحداً.