Coptic Orthodox Diocese of the Southern United States

سنـة القبـول

     دخل الرب يسوع إلى مجمع الناصرة وقرأ ما جاء فى سفر اشعياء الاصحاح 61 "أن روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين وأكرز بسنـة الرب المقبولة" (لوقا 4: 19) وهذه السنة هي بداية الكرازة بملكوت الله والخلاص والفداء وقبول الإنسان ورده إلى رتبته الأولى ... وهى سنه المصالحة بين الإنسان والله ... وسنة السلام على الأرض والسرور بالناس . فلذلك فهى بالحقيقة هى سنة الرب المقبولة ولكن كيف نكون مقبولين أمام الله؟

أولاً    المسيح هو الوحيد المقبول أمام الآب :
     فهو الوحيد الذى سر به الآب ... "هذا هـو ابني الحبيب الذى به سررت" (مت 3: 17) وهو الوحيد الذى فيه "النعم والأمين" (2كو 1: 20) ولكن لماذا هو الإنسان الوحيد المقبول لدى الآب؟
     فأنه هو الوحيد القدوس البار (أع 3: 14) الذى انفصل عن الخطاة (عب 7: 26) ولم يوجد فى فمه مكر (1بط 2: 22)
     وهو الوحيد الذى أطاع الله طاعة كاملة وأكمل مشيئته " ما جئت لأصنع مشيئتي بل مشيئة الذى أرسلنى" (يو 6: 38) فداوى بطاعته عصيان آدم ومخالفته .
     وهو البار الذى شفع فى المذنبين (أش 53: 12) وببره برر كثيرين ورد الخليقة الساقطة إلي رتبتها الأولى وأرجعها إلى حضن الآب وبهذا اكتمل سرور الآب .
ثانياً     كل من يؤمن بالمسيح يصير مقبولاً فيه وبه :
فكل الذين قبلوا المسيح بالإيمان أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله (يو 1:12) وحسب لهم بر المسيح وطاعته وقداسته أنها لهم .. لان المسيح كان نائباً عنه وممثلاً لنا أمام الله .. "فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر الواحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة " (رو 5:18) وكما أخذ السيد المسيح الذى لنا أى أوجاعنا وخطايانا .. أعطانا الذى له أى بره وطاعته وقداسته. ومهما صنع الإنسان من أعمال البر والتقوى فلن يرضى الله القدوس الكامل الذى السموات ليست بطاهرة فى عينيه والى الملائكة ينسب حماقة ولكن بأيماننا بالمسيح حمل الله الذى يرفع عنا خطايانا نكتسى ببره مثل الثوب فنوجد مقبولين لدى الأب.
ثالثاً    السلوك بحسب وصية الله : 

      أن الله لا يقبل بالوجوه .. بل فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده (أع 10:34). وما هو البر إلا السلوك حسب وصيه الله "وكان كلهما بارين أمام الله سالكين فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم " (لو 1:6) والشاب الغنى الذى قال للرب انه حفظ وصايا الرب منذ حداثته .. "نظر إليه يسوع وأحبه" (مر 10:21) فمن أراد أن يكون مقبولاً من الله ومحبوباً فعليه بأن يحفظ وصية الله بكل قلبه .. يقرأ ويحفظ ويدرس.  ومن أراد سنة مقبولة وقوية فعليه بكلمة الله "فى البدء كان الكلمة" (يو 1:1) وسنه الرب المقبولة هي سنه الرجوع إلى شريعة الله والتمسك بها " إلى الشريعة والى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر " (أش 8:20).

رابعاً    عمل الرحمة :

     يقول الرب على فم اشعياء النبى "هل تسمى هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب ..  أليس أن تكسر للجائع خبزك وان تدخل التائهين إلى بيتك ..  إذا رأيت عريا أن تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتثبت صحتك سريعاً " ( اش58: 5 - 8 ).

هذا هو اليوم المقبول يوم فعل الرحمة وحل قيود الشر لان الرحمة تفتخر على الحكم "إنى أريد رحمة لا ذبيحة " (هو 6:6).  فلندرب نفوسنا على الرحمة ولو مرة كل يوم ..وبولس الرسول يعتبر الرحمة ذبيحة مقبولة مرضية إذ يقول "قد امتلأت إذ قبلت من ابفرودتس الأشياء التى من عندكم نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند الله" (فى 4: 18).

خامساً     لا تمسوا نجساً فأقبلكم :

    "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين .. لأنه أية خلطة للبر والاثم .. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم أكون لكم أبا وانتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب فأذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة فى خوف الله (2 كو 6:14- 18) نحن لا نتنجس باللمس أو الأكل كما فى العهد القديم ولكن المقصود هو الابتعاد عن كل شر وشبه شر مكملين القداسة فى خوف الله الذى له المجد إلى الأبد أمين.